لاشك أن رحمة الله أرحم الراحمين هي أملنا ورجاؤنا ، نحن عباده الضعفاء المقصرون والفقراء إلى عفوه وصفحه ورحمته ،فهي التي لولاها لـيـئس وقنط المذنبون ، ولذلك طـمأن سبحانه عباده المخطـئــين المسرفين الذين طوَّقتهم ذنوبهم ، فأرادوا الخلاص والفكاك منها ، فقال عز من قائل :
۞ ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ۞ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ۞ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ۞ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ۞ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ )
فانظر رحمك الله إلى رحمة الله ومغفرته في قوله تعالى : ۞ (لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)
ثم أنظر إلى تحذيره عباده من عذابه ، وربطه حُـسن العمل بحسن الخاتمة في قوله : ۞ ( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ) وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جلَّت عظمته أنه قال : (( وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين إذا خافني في الدنيا أمـَّنته يوم القيامة وإذا أمنني في الدنيا أخفته في الآخــرة )) وإن المتأمل للكتاب والسنة يجدهما قد جمعا الكثير من نصوص الوعد والوعيد ، و لأهل السنَّة والجماعة قاعدة جليلة مستقاة من الوحيـــين العظيمين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهي : أنه على المؤمن أن يكون قلبه في المنزلة المتوسطة بين الخوف والرجاء ، وشبَّـهوا القلب كالطائر ، له جناحان : جناح من خوف وآخر من رجــاء ، إذ إنَّ الطير لا يقدر على الطيران بجناح واحد دون الآخر ، فمن خاف ولم يرجُ قَـنَـطَ ويـئـسَ من رحمة الله ثم هلكَ قال تعالى : ۞وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) ۞
وفي المقابل ذمَّ عزوجل أقوماً أمنوا واتكلوا على رحمته ومغفرته سبحانه وتعالى ، وتركوا العمل على طلبها والسعي إليها ، فقال عزَّ وجل َّ۞( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ۚ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ ۗ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ۞) وهذا أصدق شاهدٍ على أن الإيمان مقرون بالعمل ، وفيه أعظم الدلالة على ضلال من زعمَ بأنه لا يضر مع الإيمان ذنبُ ، بل إن من أعظم قواعد أهل السنة والجماعة : أن الإيمان لا بد له من عمل وأنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وأنه إعتقاد بالجـَنان ، ونطق باللسان ، وعمل بالأركان أي : الأعضاء ، حتى إنهم شبَّـهوا القلب بالإناء أو الكأس : إذا أمتلأ لبناً طفحَ باللبن ، وإذا ملأته غير ذلك طفحَ بالذي ملأته به ، فكلما زاد الإيمان في قلب العبد كلما ظهَـرَ على جوارحِهِ ، وذلك بظهوره على مـظهرهِ بأن يقتدي بسنة النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى
: (۞ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ۞) ، وكذا يظهر الإيمان على أخلاق العبد وسلوكه وتعامله مع الآخرين ، وفي ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خـُلقاً ))ويجب على المؤمن أن يعقل أمراً مهماً وهو : أنه لن يدخل عبدُُ الجنة بعمله دون رحمة أرحم الراحمين سبحانه وتعالى ، بل برحمته سبحانه أولاً ثم بالعمل ، وفي ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لإصحابه : "" قاربوا وسدِّدوا ، واعلموا أنه لن ينجو أحدُ منكم بعمله "" قالوا : يارسول الله ، ولا أنت ؟ قال : ( ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمـةٍ منه وفضل )رواه مسلم ، فإذا علمت أخي المسلم
: (۞ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ۞) ، وكذا يظهر الإيمان على أخلاق العبد وسلوكه وتعامله مع الآخرين ، وفي ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خـُلقاً ))ويجب على المؤمن أن يعقل أمراً مهماً وهو : أنه لن يدخل عبدُُ الجنة بعمله دون رحمة أرحم الراحمين سبحانه وتعالى ، بل برحمته سبحانه أولاً ثم بالعمل ، وفي ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لإصحابه : "" قاربوا وسدِّدوا ، واعلموا أنه لن ينجو أحدُ منكم بعمله "" قالوا : يارسول الله ، ولا أنت ؟ قال : ( ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمـةٍ منه وفضل )رواه مسلم ، فإذا علمت أخي المسلم
الكريم ذلك ، فاعلم – وفقك الله تعالى – أنه لابد لنا من السعي إلى كسب رحمةِ الله جل جلاله ، فاستمع لوعد الله تعالى لعباده المؤمنين بالرحمة وربطه سبحانه ذلك بالعمل الصالح ، إذ قال الحكيم الخبير ( ۞ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولـَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ۞) ﱪ وقال تعالى : ( ۞ ُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ۞ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ..... الآية ، فهل نحن من المتقين ؟ وهل نحن متبعون لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ الذي قال : ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ) قالوا : يارسول الله ، ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى """
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جميل ما كتبتي غاليتي كعادتك مميزة بكل ما تسطر اناملك المميزة
ردحذفأسأل الله ان يرزقنارحمة تغشانا وتجمعنا بجنات الخلد مع الرسول يارب العالمين
تقبلي مروري ياغالية